رمضان هو نفحة من نفحات الله عز وجل التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتعرض لها واستثمارها ، وهو فرصة للتغيير إلى الأفضل .
ومجالات التغيير التي يجب أن يعنى بها العبد تنحصر في علاقته بربه ، ونفسه ، وأهله ،والناس من حوله على اختلافهم .
وكل مجال من هذه المجالات يحتاج إلى مكاشفة ومصارحة مع النفس ،
للوقوف على عيوبها ومثالبها ، ومن ثم البدء في علاج تلك العيوب والتخلص منها ، والاستزادة من خصال الخير .
ولا شك أن هذا يحتاج منك إلى صبر ومجاهدة ، فلن تتخلص من عيوبك كلها مرة واحدة ، ولن تتغير من
النقيض إلى النقيض في لمح البصر، أو في خلال أيام معدودة ، ولكن أبشر بتأييد الله عز وجل لك:- (
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ .. ( وأنصحك بالآتي : -
اصطحب نيتك الصالحة هذه معك طوال أيام الشهر الكريم ، فضعها نصب عينيك دائما، وذكِّر نفسك بها ،
وحبذا لو كتبت عبارة (سأغير نفسي في رمضان) على لوحة ، وعلقتها في مكان ظاهر في البيت أو في
العمل، لتتذكرها ، وتذكر غيرك بها . جهز لنفسك خطة تسير عليها خلال شهر رمضان ، تراعي فيها التغيير والإصلاح في كل المجالات التي ذكرتها .
في مجال إصلاح العلاقة مع الله عز وجل ، انظر لتقصيرك في عبادته سبحانه ، واجبر هذا التقصير،
فإن كان في الصلاة فعاهد الله عز وجل على أن تحافظ على الصلوات في أوقاتها ، وإن كنت مرتكبا لذنب
فعاهد ربك على الإقلاع عنه والتوبة النصوح منه ، فتحول بذلك من المعصية إلى الطاعة .
وفي مجال الأهل ، انظر كيف كنت تعامل والديك وإخوتك وذوي أرحامك وباقي أهلك ، فتحول من
العقوق إلى البر، ومن القطيعة إلى الصلة ، ومن سوء العشرة إلى حسنها .
وفي مجال الناس ، راجع علاقاتك مع جيرانك، وزملائك، ومع إخوانك وأصدقائك ، فتحول من الإيذاء إلى
الإحسان، ومن الحقد إلى التسامح والعفو،
ومن الحسد إلى حب الخير للناس .